Loading Events

« All Events

  • This event has passed.

الندوة العلمية الدولية السادسة التّعبيرات المتعدّدة للذاكرة في الفنون والتاريخ والآداب في المغرب العربي: مقاربات بين-تخصصية

أكتوبر 31 - نوفمبر 2

مقدّمة
تُشكّل الذاكرة الجماعية في المغرب العربي، بأبعادها المتعدّدة، مجالاً خصباً للتفكير في مختلف أشكال تجسيم الماضي، في الأجساد واللغات والصّور والسّرديات والممارسات الفنية. فهي حقل ديناميكي، مُتوتّر ومُنتج في آن، يستدعي العلوم الإنسانية والاجتماعية ويستنطق الممارسات الجمالية والرهانات المجتمعية. ويصبح من الضروري في سياق مرحلة ما بعد الاستعمار المتّسمة بإشكاليات الهوية والدين والسياسة والذاكرة، إعادة النظر في آليات استحضار الذاكرة وإعادة تشكيلها داخل المجتمعات المغاربية المعاصرة.
يهدف مشروع المؤتمر الدّولي: «التّعبيرات المتعدّدة للذّاكرة في الفنون والتاريخ والآداب بالمغرب العربي» إلى بلورة قراءة بين – تخصّصية تأخذ بعين الاعتبار تداخل المجالات وتقاطعها وبناء موقف نقدي لعمليات التذكّر وتمثّلاتها المادية في مجالات الفن والأدب والتصميم والتاريخ والسينما وإلى استكشاف أشكال الماضي المختلفة، سواء كان صادماً أو مجيداً أو منسياً أو مكبوتاً، عبر مقاربات منغرسة في الإنتاج الثقافي والفكري المغاربي. ويندرج هذا المسعى في حوار مع أفكار بول ريكور، بيير نورا، يان أسمان وعبد الكبير الخطيبي، دون انقطاع عن الممارسات الجمالية المعاصرة التي تفكّر في مادية الذّاكرة ووجوه أدائها وتجسّمها .
المحور الأول: الفنون التشكيلية والبصرية، السينما والتصميم
تصبح الذاكرة، بوصفها مادة أو جهازاً أو أرشيفاً، في الفنون البصرية والسينما والتصميم أداةً لإعادة التملّك، وإعادة الكتابة، والمساءلة. يستثمر الفنانون المغاربيون الصورة والمادة والجسد والفضاء من أجل إعادة تنشيط الذكريات الجماعية، فضح حالات النسيان السياسي، أو بناء سرديات بديلة. أمّا التصميم فيغدو حقلاً استراتيجياً لتمثيل الماضي وتحويله وإعادة تأويله.
فنانون مثل نجا المهداوي، رؤوف كرّاي، عائشة الفيلالي، رفيق الكامل، زينب سديرة، منير الفاطمي أو ياسين العلوي إسماعيلي يشتغلون بهذه الأبعاد عبر توظيف الخط العربي، التصوير الفوتوغرافي، الأداء، التركيب الفني أو الفيديو. تكشف أعمالهم عن ذاكرة مجزّأة يعسرعليها النسيان، موسومة بالصمت والمنفى والعنف الاستعماري. وفي المجال السينمائي، يقارب مخرجون مثل محمد شويخ، ناصر خمير، ليلى بوزيد، علاء الدين سليم ومرزاق علواش صدمات الماضي وإرثه التاريخي وتصدّعات الهوية واستتباعاتها. فتتحوّل السينما إلى وسيلة لسرد الذاكرة واستعادة أحداثها، وأداة للمقاومة البصرية وإعادة امتلاك السرديات الوطنية أو المهاجرة.
يستوجب تحليل هذه الممارسات العودة إلى أعمال أندريه رويّيه، جورج ديدي-أوبرمان وميشال دو سرتو، إضافة إلى إسهامات مغاربة مثل زبير التركي، يوسف الصديق أو فاطمة سيساني.
المحور الثاني: التاريخ، الأرشيف والذاكرة الجماعية
تُبنى الذاكرة التاريخية في المجتمعات المغاربية ضمن توتّر دائم بين النّسيان والتذكّر، بين الأرشيفات الرسمية والذاكرات المضادّة. آثار الاستعمار، النضالات التحرّرية، حروب الاستقلال، والصّدمات الناجمة عن الأنظمة السلطوية، تُعاد اليوم مساءلتها ويعمل المؤرخون والفنانون والأرشيفيون والمواطنون على سبر أغوارها والحفر في أعماقها.
في هذا السياق، تُتيح الأرشيفات الشّفوية، والمخطوطات المنسيّة، والممارسات الكوديكولوجية، أو التقاليد التاريخية المحلية (مثل ختان الطفولة أو الحضرات) إمكانية إعادة بناء سرديات مغيّبة. ويكمن الرّهان في استعادة تعقيد الذاكرات الثقافية وعلاقتها بالتمثلات الاجتماعية وديناميات الأجيال المختلفة أو المتخيّل الوطني. وتُسهم تأمّلات مفكّرين مثل محمد أركون، محمد حربي، جاك بيرك أو فوزي محفوظ في التفكير في الأبعاد الأخلاقية والسياسية لهذه الكتابة التاريخية الجديدة.
المحور الثالث: الأدب ولغات الذاكرة
يساهم الأدب المغاربي، سواء كان بالعربية أو الأمازيغية أو الفرنسية، في صياغة ذاكرات متعددة عبر سرديات المنفى، والنسب، والاقتلاع، والمقاومة. إنه يجسّد ذاكرة عاطفية، جسدية ولسانية، غالباً ما تكون مجزّأة ومتعددة الأصوات. كتّاب مثل آسيا جبار، محمد بنيس، عبد الوهاب المؤدب، أمين الزاوي، طاهر بكري أو الشاعر أدونيس في قصيدته «رقيمة» ينسجون روابط معقّدة بين الذاكرة والهويّة والترجمة والإبداع، مستحضرين شخصيات أسطورية، وأسماء أماكن مندثرة، وذاكرات جماعية منسية. هذه الدينامية الأدبية ينبغي ربطها بأعمال النقاد كاظم جهاد حسن، فوزية الزواري أو محمد صلاح عمري، الذين يجتهدون في تثمين التراث، ويعالجون قضايا الترجمة وأشكال السرد التذكاري.
خاتمة
تسعى هذه الندوة العلمية الدولية إلى فتح فضاء حواري بين- تخصّصي يجمع فنانين وأدباء وباحثين وكتّاباً ومصمّمين ومؤرخين حول أشكال إعادة تفعيل الذاكرة في المغرب العربي اليوم. فالذاكرة ليست مخزوناً جامداً، بل عملية ديناميكية، متوتّرة وخلاّقة. إنها تنبض حياة وإن أَوْهَمَتْ بالموت والفناء. يسهم هذا المشروع في مختلف وجوهه الفنية والتعبيرية في إثراء التفكير حول بناء معرفة نقدية، متجذّرة وحسّاسة بخصوص استعمالات الذاكرة في مجتمعاتنا. إن المقاربة المقارنة والمتعددة اللغات والعابرة للحدود تُتيح فهماً أعمق لإمكانات الذاكرة الإجرائية باعتبارها موضوعا للبحث والفعل والإبداع.
المحاور المقترحة (المساهمات المنتظرة)
يمكن أن تندرج المقترحات ضمن المحاور التالية، دون أن يقتصر الأمر عليها:
1. فنون الذاكرة والأجهزة التشكيلية:
كيف تستدعي الفنون البصرية (الرسم، التصوير، التركيب الفني، الأداء، التصوير الفوتوغرافي، الإيضاح، التصميم، الفن الرقمي، فنون الشارع…) الذاكرة الفردية أو الجماعية؟ ما هي العلاقات التي تُنسج بين الذاكرة، الصورة والسرد؟
2. الأرشيف،التثمين التراثي وصناعة التاريخ:
ما هي التوترات القائمة بين الذاكرة والتاريخ؟ كيف تسهم الأرشيفات (المؤسسية، الخاصة، الرقمية) في بناء الذاكرة؟ ما هي عمليات التثمين التراثي الجارية في المتاحف، المعالم أو المعارض؟
3. ذاكرة الأجساد، ذاكرة الأمكنة:
ما الدور الذي تؤديه الأجساد والفضاءات في نقل أو إخفاء الذاكرة؟ كيف يمكن التفكير في ذاكرة الأماكن المهمشة، المُقتَلَعة أو المتحوّلة (مدينية، ريفية، هامشية… )؟
4. السرديات، الأدب والشفوية:
كيف تُسهم الأدبيات أو الممارسات الشفوية في صياغة ذاكرة مغاربية متعددة؟ ما هي المكانة الممنوحة للأصوات المهمّشة (نساء، مهاجرون، شعوب أصلية، إلخ)؟
5. الصدمات، النزاعات والقدرة على الصمود:
ما هي تمثّلات الذاكرة للعنف الاستعماري، ما بعد الاستعماري، السياسي أو الاجتماعي؟ كيف تساهم الفنون، التاريخ أو الأدب في بلورة ذاكرة ترميمية؟
6. الذاكرة، الجندر والهويات:
كيف تُعبَّر أو تُخفى أو تُستَغل الذاكرات النسوية، الكويرية، الشتاتية أو المُمَيزة عرقياً؟ ما هي السرديات المضادة التي تنبثق من هذه المواقع المهمّشة؟
7. التكنولوجيات، التصميم والذاكرة الرقمية:
ما هي التحوّلات الفاعلة في حفظ الذاكرة ونقلها في العصر الرقمي (وسائل التواصل الاجتماعي، الواقع الافتراضي، المتاحف ، التصميم التفاعلي)؟
8. الممارسات الفنية، التصميم والسينما:
كيف تُسهم الممارسات الفنية المعاصرة (فنون بصرية، أداء، تصميم، سينما…) في تفعيل، إعادة تمثيل أو إعادة تأويل الذاكرات الفردية والجماعية في المغرب العربي؟ ما هي الأشكال التشكيلية، السردية التي يوظّفها الفنانون والمخرجون والمصمّمون للحوار بين الماضي والحاضر؟ ما دور الصورة السينمائية، السينوغرافيا، الفضاء أو التصميم التشاركي في بناء سرديات ذاكرية حساسة وناقدة.
شروط المشاركة
أ- المعايير
أن يكون النص أصيلاً وغير منشور سابقاً.
أن يتميز بالأصالة، الصرامة العلمية وعمق التحليل.
أن يتراوح بين 4000 و8000 كلمة شاملة الهوامش والمراجع.
في حال الترجمة، يجب إرفاق النص الأصلي.
الصور تُرسل في ملفات JPEG بدقة عالية (300 dpi على الأقل)، مع عناوين توضيحية وذكر حقوق الملكية الفكرية.
Le colloque se tiendra au Treehouse Hotel, Sousse, du 31 octobre au 2 novembre 2025, avec un prix de participation de 245 TND en DPL.
Vous trouverez ci-dessous toutes les informations complémentaires et pratiques :
• 📌 Page Facebook
• 📌 Instagram : Treehouse Sousse
التواريخ المهمة
آخر أجل لإرسال العناوين والملخصات (aartsvisuels@gmail.com): 10 أكتوبر 2025
الإعلان عن المقترحات المقبولة: 14 أكتوبر 2025
آخر أجل لإرسال النصوص الكاملة: 21 أكتوبر 2025
تاريخ انعقاد المؤتمر: الجمعة 31 أكتوبر، السبت 1 والأحد 2 نوفمبر 2025
نشر الكتاب الجماعي وتوزيعه: أكتوبر 2025
التواريخ الأساسية:
•آخر أجل لإرسال العناوين والملخصات: 10 أكتوبر 2025
•الإعلان عن المقترحات المقبولة: 14 أكتوبر 2025
•آخر أجل لإرسال النصوص الكاملة: 21 أكتوبر 2025
•انعقاد المؤتمر: الجمعة 31 أكتوبر، السبت 1 ونوفمبر والأحد 2 نوفمبر 2025
•نشر وتوزيع الكتاب الجماعي: أكتوبر 2025

File Name: FICHE-DE-PARTICIPATION-du-6eme-colloque-de-lATAV-Sousse-2025.dot_.doc

Details

Start:
أكتوبر 31
End:
نوفمبر 2

Organizer

Wissem ABDELMOULA
زر الذهاب إلى الأعلى